باحثون اسرائيليون يطورون بديلاً عن عمليات زرع أوعية القلب المسدودة

نشر باحثون اسرائيليون من المعهد الطبي «كرمل» في حيفا امس معلومات عن تقنية قد تشكل في المستقبل بديلاً عن جراحة شرايين واوردة القلب. ويؤدي هذا الاسلوب المرتكز على هندسة الانسجة الى قيام الجسم بانتاج اوعية دموية جديدة تتجاوز الاوعية المغلقة.

وأخذ الباحثون من المرضى الذين يعانون من انسداد اوعية دموية قطعة من وريد بطول خمسة سنتمترات واخضعوا هذه الخلايا وطوال ثلاثة اسابيع الى هندسة جينية بحيث تستطيع انتاج اوعية دموية جديدة، وبعد ذلك قاموا بحقن الخلايا في اجسام المرضى وذلك قرب الاوعية الدموية المسدودة، ويتوجب على الاطباء في هذه المرحلة متابعة التطورات عن كثب ومشاهدة اذا كانت هذه الخلايا قد تم استيعابها وانها تزداد في المكان الصحيح ولا تزداد بصورة «فوضوية» في الجسم بأماكن غير مرغوب بتكاثرها فيها.

ووفقاً للبروفيسور موشيه فليغلمان رئيس طاقم البحث: «لا يدور الحديث عن نسج خلايا جذعية ولا هندسية جينية، بل استخدام خلايا بالغة ومحددة من جسم المريض، لا مجال لتطورها لاورام».

وانسداد الشرايين مرض يمس بصورة رئيسة شرايين الجسم ويؤدي الى ازدياد سمك الاوعية الدموية والى تصلبها والى انسداد فراغ الاوعية ويحدث الانسداد جراء ترسب مواد دهنية، كوليسترول وبقايا خلايا على جدران الاوعية الدموية. وقد يؤدي انسداد اوعية الى بتر اعضاء، لكن الخطورة الكبرى تحدث عندما يتم انسداد الاوعية الدموية للقلب، اوعية الدماغ والاوعية التي تزود الساقين بالدم والشريان الأبهر ويؤدي تجلط الدم في اوعية رئيسة الى وقف تام لتدفق الدم الامر التي يتسبب بجلطة قلبية، جلطة دماغية وتعفن الساقين.

يتمثل العلاج الحالي للاوعية المسدودة في منطقة القلب الى اجراء عملية جراحية يتم خلالها استئصال شريان او وريد من الجسم وزراعته بحيث يشكل «طريقاً التفافياً» بديلاً عن الشريان المسدود، وتجري سنوياً في اسرائيل حوالي اربعة آلاف عملية جراحية كهذه.

ووفقاً لأقوال الدكتور فليغلمان فقد قام وطاقمه باجراء تجارب ناجحة على التقنية الجديدة على مرضى لا يستطيعون اجراء عمليات جراحية التفافية لاسباب مختلفة.

وقال: «بدأنا بمرضى اوضاعهم خطيرة جداً، اشخاص لم ينجح الاساليب الاخرى معهم، ونأمل استخدام هذا الاسلوب في المستقبل مع مرضى آخرين وتكمن افضلية هذا الاسلوب بكونه اكثر بساطة من العملية الجراحية الالتفافية، اذ لا يتضمن جراحة».