باحثون ألمان: الفيروسات وراء الإصابة باختلال ضربات القلب

أفاد فريق من الباحثين الألمان بأن هناك أدلة جديدة على أن فيروسا هو الذي ربما يتسبب في اختلال ضربات القلب عند الملايين من المرضى ممن لم يظهر لديهم بالتشخيص سبب واضح للرجفان الأذيني أو البطيني في القلب (الاضطرابات في الحركة العضلية للأذين أو البطين). ويقول الباحثون في مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي(إم دي سي) في برلين إنهم اكتشفوا أول دليل قاطع للآلية الجزيئية التي من خلالها تسبب الإصابة الفيروسية اختلال ضربات القلب. وإذا كان الكثير من المرضى يعانون اختلالا في ضربات القلب لأسباب يتم تشخيصها بوضوح فإن الملايين من غيرهم يصابون بموجات مفاجئة من الرجفان الأذيني أو البطيني لغير ما سبب واضح. وكان المعتقد لفترة طويلة أن المسؤول عن ذلك ربما يكون فيروسا.
والآن يقول الباحثون الألمان إن فيروسا هو السبب على الأرجح. واكتشفوا أن المستقبل الذي يستخدمه الفيروس لإصابة خلايا القلب ضروري لانتظام ضربات القلب في الفئران.

وفي دراسة عن ملاحظاتهم نشرت في مجلة "جورنال أوف إكسبريمنتال ميديسين" قال الباحثون إن اختلال ضربات القلب يحدث في غياب هذا المستقبل.
وهم يعتقدون أن كلا من الإصابة الفيروسية ومرض المناعة الذاتية يمكن أن يعوقا عمل المستقبل مما يؤدي بدوره إلى إرباك الإيقاع الطبيعي لضربات القلب.

الـ "سي إيه آر" اختصار لمصطلح "مستقبل الفيروس الكوكساكي- الفيروس الأديني". وهو مطمور في وصلات خلوية معينة في ألياف القلب. وتم اكتشاف مستقبل "سي إيه آر" على أنه البروتين الحيوي المسئول عن دخول الفيروس خلال الإصابة بفيروس الكوكساكي أو فيروس الحمى الغدية. ولم يكن دوره في قلب الإنسان البالغ معروفا من قبل. ولبحث دور المستقبل "سي إيه آر" في كائن حي صحيح قام علماء المركز بإبطال عمل المورث "سي إيه آر جين" في فئران بالغة. ونتيجة لذلك لم تعد القوارض قادرة على إنتاج مستقبلات وأصيبت باختلال في ضربات القلب.

من جهته، يقول البروفيسور ميشيل غوتهارت وهو من أعضاء الفريق إن "هذه ملاحظة مثيرة لأنه حتى الآن لم يكن هناك ربط بين هذه الوصلات الخلوية الخاصة المحكمة وبين اختلال ضربات القلب." كما لاحظ الباحثون أن نقل الإشارات الكهربائية من الأذين إلى البطين لم يكن يتم بالشكل المناسب". ويشير الدكتور يو شي وهو باحث آخر إلى أنه "حينما يغيب المستقبل "سي إيه آر" لا يمكن تمرير الإشارة ولا ينبض القلب بالشكل السليم". ويسعى غوتهارت الآن إلى التحقق من مسألة تعطل عمل المستقبل "سي إيه آر" في المرضى المصابين باختلال ضربات القلب. ونقل عنه القول إنه " مع ذلك لا يجب الربط بينه دوما وبين الإصابة بفيروس. إذ يمكن للأجسام المضادة الخاصة بالجسم والموجهة ضد الـ "سي إيه آر" أن تتسبب في المرض كذلك".